جريمة من أبشع الجرائم، وفاحشةٍ من أكبر الفواحش، وموبقةٍ من أخطر الموبقات، تتجلى فيها هذه البهيمية المغرقة. جريمة تفقد فيها الشهامة، وتذهب بالمروءة، يحل مكان العفاف فيها الفجور، وتقوم فيها الخلاعة مقام الحشمة، وتطرد فيه الوقاحة جمال الحياء. إنها جريمة الزنا؛ كم جرَّعت من غصةٍ، وكم أزالت من نعمة، وكم جلبت من نقمة، وكم خبأت لأهلها من آلامٍ منتظرة، وغمومٍ متوقعة، وهمومٍ مستقبلة.0وفي الحديث(( والقلب يهوى ويتمنى، والفرج يُصدِّق ذلك أو يكذبه).
الشرع الإسلامي يقف من هذه الجريمة موقف حزم وحسمٍ، وصراحةٍ وصرامة؛ إنه يمتدح الشهمَ الكريمَ الذي يغارعلى نفسه ويغار على حرماته، ويندد بالديوث الذميم الذي يقر الخبث في أهله. لتبقى الأعراض مصونة، والشرف موفورًا عزيزًا.والزنا محرم بقواطع الأدلة؛ في محكم القرآن وصحيح السنة وإجماع أهل الملة بل إجماع أهل الملل.
وَ?لَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ?للَّهِ إِلَـ?هَا ءاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ?لنَّفْسَ ?لَّتِى حَرَّمَ ?للَّهُ إِلاَّ بِ?لْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذ?لِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَـ?عَفْ لَهُ ?لْعَذَابُ يَوْمَ ?لْقِيـ?مَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلاَّ مَن تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَـ?لِحاً [الفرقان:68-70].
والله سبحانه في محكم تنزيله نهى عن قربه والدنو منه مما يعني البعد عن بواعثه ومقدماته.
وَلاَ تَقْرَبُواْ ?لزّنَى? إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً والزنا نذير رعب وفزع في فشو الأمراض، ونزع البركات،الزهري والسيلان من أمراضه، والإيدز من أوبئته في أمراض يرسلها الله لم تكن في الأسلاف،
إن من أهل هذه الحضارة والمغرورين بها، قد أطلقوا لشهواتهم العنان، استباحوا كل ممنوع. ونبشوا كل مدفون، وكشفوا كل مستور. تنصلوا من مسؤوليات العائلة، وجروا خلف كل متهتكة وفاجرة هل أدى بهم ذلك إلى تهذيب الدوافع كما يقولون؟ وهل أنقذهم من الكبت كما يزعمون؟؟ لقد انتهى بهم إلى سعار مجنون لا يهدأولا يرتوي. لقد قلَّ نسلهم، وتوقف نموُّهم مما ينذر بفنائهم. لقد قل نسلهم لأنهم قضوا شهواتهم بغير الطريق المشروع،وتهربوامن المسؤولية ,وتبرؤوا من سياج الأسرة. الحلال عندهم لا يفترق عن الحرام. لا يغارون على محارم، ولا يشمئزون من فواحش. العلاقات عندهم معزولة عن الخلق والروح والدين والعبادة. لقد كان حفيًا عند استقبال الآلاف المؤلفة من اللقطاء وأولاد التبني، لا يسألون من أين جاءوا، ولا يكترثون بالآثار الاجتماعية التي يُخلفها من لا آباء لهم ولا أمهات،وهم يزعمون أنهم أرباب العلوم والمعارف.
إن دين الإسلام لا ينكر دوافع الفطرة، ولا يلغي الوظائف التي ركبها الله في الإنسان، ولا يكبت الغرائز ولا يستقذرها، ولكنه يهذبها وينظمها ويسيرها في مسالك الطهر، ويرفعها من مستوى الحيوانية المحضة لتصبح محورًا تدور عليه الآداب النفسية والإجتماعية. إنه يحارب الحياة البهيمية الساقطة التي لا تقيم بيتًا، ولا تبني أسرة، ولا تنشئ حياةً كريمةً ومجتمعًا طاهرًا.
إن دين الإسلام يقصد إلى حياة أسرية كريمة محترمة تشترك فيها الآمال والآلام، ويؤخذ بها حساب الحاضر والمستقبل. محضنٌ لذرية صالحةٍ ومنشأٌ لجيلٍ طاهرٍ، فيه الأبوان حارسان أمينان لا يفترقان.
هذا المجتمع الكريم النابت في تعاليم الإسلام يتميز بآدابه، ويلتزم بأحكامه، هذا المجتمع يجعل جريمة الزنا قصيةً في ركن لا يطالها إلا فئات شاذة لا يؤبه لها.
إن الذي يكبح هذه الجريمة، ويضيق دائرتها هو شرع الإسلام بأحكامه وآدابه وعقائده بدءًا من الإيمان بالله وخشيته وتقواه وحسن مراقبته سبحانه، ثم تنقية المجتمع من بواعث الفتن، ومواطن الريب.معاشر المسلمين الشباب والشابات إياكم ثم إياكم إن تلوثوا سمعتكم، وفيما قسم الله لكم من الحلال غنية عن الحرام.
وتصوروا حين تروادكم أنفسكم الأمارة بالسوء أو يراودكم شياطين الجن والإنس للمكروه، تذكروا موقف نبي الله يوسف عبه السلام المعصوم كيف رد الفتنة بذكر الله حين راودته التي هو في بيتها عن نفسه، وغلقت الأبواب وقالت هيت لك، قال: معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون.
أجل لقد رأى يوسف الصديق عليه السلام برهان ربه، وهو الإلهام أن لايدفعها بيده حتى لاتكون حجة عند قومها وتثبت إفترائها وتقول ضربني ليعتدي علي وحاشا ليوسف أن يقع في مثل ذلك لأن الأنبياء معصمون عن كل الكبائر ثم صرف الله عنه السوء والفحشاء، وعده في عباده المخلصين.
في مثل هذه المواقع يبتلى المؤمن، وفي مثل هذه المواقف يمتحن الرجال والنساء، وفي مثل هذه المواطن تبدو آثار الرقابة للرحمن الذي لاتخفى عليه خافية، وهل أنت يا عبد الله بمعزل عن علم الله مهما كانت الحجب، وأيا كان الستار؟ كلا، فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وهو الذي يعلم السر وأخفى ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير [الملك:14].
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا
تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب
جريمة من أبشع الجرائم، وفاحشةٍ من أكبر الفواحش، وموبقةٍ من أخطر الموبقات، تتجلى فيها هذه البهيمية المغرقة. جريمة تفقد فيها الشهامة، وتذهب بالمروءة، يحل مكان العفاف فيها الفجور، وتقوم فيها الخلاعة مقام الحشمة، وتطرد فيه الوقاحة جمال الحياء. إنها جريمة الزنا؛ كم جرَّعت من غصةٍ، وكم أزالت من نعمة، وكم جلبت من نقمة، وكم خبأت لأهلها من آلامٍ منتظرة، وغمومٍ متوقعة، وهمومٍ مستقبلة.0وفي الحديث(( والقلب يهوى ويتمنى، والفرج يُصدِّق ذلك أو يكذبه).
الشرع الإسلامي يقف من هذه الجريمة موقف حزم وحسمٍ، وصراحةٍ وصرامة؛ إنه يمتدح الشهمَ الكريمَ الذي يغارعلى نفسه ويغار على حرماته، ويندد بالديوث الذميم الذي يقر الخبث في أهله. لتبقى الأعراض مصونة، والشرف موفورًا عزيزًا.والزنا محرم بقواطع الأدلة؛ في محكم القرآن وصحيح السنة وإجماع أهل الملة بل إجماع أهل الملل.
وَ?لَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ?للَّهِ إِلَـ?هَا ءاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ?لنَّفْسَ ?لَّتِى حَرَّمَ ?للَّهُ إِلاَّ بِ?لْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذ?لِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَـ?عَفْ لَهُ ?لْعَذَابُ يَوْمَ ?لْقِيـ?مَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلاَّ مَن تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَـ?لِحاً [الفرقان:68-70].
والله سبحانه في محكم تنزيله نهى عن قربه والدنو منه مما يعني البعد عن بواعثه ومقدماته.
وَلاَ تَقْرَبُواْ ?لزّنَى? إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً والزنا نذير رعب وفزع في فشو الأمراض، ونزع البركات،الزهري والسيلان من أمراضه، والإيدز من أوبئته في أمراض يرسلها الله لم تكن في الأسلاف،
إن من أهل هذه الحضارة والمغرورين بها، قد أطلقوا لشهواتهم العنان، استباحوا كل ممنوع. ونبشوا كل مدفون، وكشفوا كل مستور. تنصلوا من مسؤوليات العائلة، وجروا خلف كل متهتكة وفاجرة هل أدى بهم ذلك إلى تهذيب الدوافع كما يقولون؟ وهل أنقذهم من الكبت كما يزعمون؟؟ لقد انتهى بهم إلى سعار مجنون لا يهدأولا يرتوي. لقد قلَّ نسلهم، وتوقف نموُّهم مما ينذر بفنائهم. لقد قل نسلهم لأنهم قضوا شهواتهم بغير الطريق المشروع،وتهربوامن المسؤولية ,وتبرؤوا من سياج الأسرة. الحلال عندهم لا يفترق عن الحرام. لا يغارون على محارم، ولا يشمئزون من فواحش. العلاقات عندهم معزولة عن الخلق والروح والدين والعبادة. لقد كان حفيًا عند استقبال الآلاف المؤلفة من اللقطاء وأولاد التبني، لا يسألون من أين جاءوا، ولا يكترثون بالآثار الاجتماعية التي يُخلفها من لا آباء لهم ولا أمهات،وهم يزعمون أنهم أرباب العلوم والمعارف.
إن دين الإسلام لا ينكر دوافع الفطرة، ولا يلغي الوظائف التي ركبها الله في الإنسان، ولا يكبت الغرائز ولا يستقذرها، ولكنه يهذبها وينظمها ويسيرها في مسالك الطهر، ويرفعها من مستوى الحيوانية المحضة لتصبح محورًا تدور عليه الآداب النفسية والإجتماعية. إنه يحارب الحياة البهيمية الساقطة التي لا تقيم بيتًا، ولا تبني أسرة، ولا تنشئ حياةً كريمةً ومجتمعًا طاهرًا.
إن دين الإسلام يقصد إلى حياة أسرية كريمة محترمة تشترك فيها الآمال والآلام، ويؤخذ بها حساب الحاضر والمستقبل. محضنٌ لذرية صالحةٍ ومنشأٌ لجيلٍ طاهرٍ، فيه الأبوان حارسان أمينان لا يفترقان.
هذا المجتمع الكريم النابت في تعاليم الإسلام يتميز بآدابه، ويلتزم بأحكامه، هذا المجتمع يجعل جريمة الزنا قصيةً في ركن لا يطالها إلا فئات شاذة لا يؤبه لها.
إن الذي يكبح هذه الجريمة، ويضيق دائرتها هو شرع الإسلام بأحكامه وآدابه وعقائده بدءًا من الإيمان بالله وخشيته وتقواه وحسن مراقبته سبحانه، ثم تنقية المجتمع من بواعث الفتن، ومواطن الريب.معاشر المسلمين الشباب والشابات إياكم ثم إياكم إن تلوثوا سمعتكم، وفيما قسم الله لكم من الحلال غنية عن الحرام.
وتصوروا حين تروادكم أنفسكم الأمارة بالسوء أو يراودكم شياطين الجن والإنس للمكروه، تذكروا موقف نبي الله يوسف عبه السلام المعصوم كيف رد الفتنة بذكر الله حين راودته التي هو في بيتها عن نفسه، وغلقت الأبواب وقالت هيت لك، قال: معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون.
أجل لقد رأى يوسف الصديق عليه السلام برهان ربه، وهو الإلهام أن لايدفعها بيده حتى لاتكون حجة عند قومها وتثبت إفترائها وتقول ضربني ليعتدي علي وحاشا ليوسف أن يقع في مثل ذلك لأن الأنبياء معصمون عن كل الكبائر ثم صرف الله عنه السوء والفحشاء، وعده في عباده المخلصين.
في مثل هذه المواقع يبتلى المؤمن، وفي مثل هذه المواقف يمتحن الرجال والنساء، وفي مثل هذه المواطن تبدو آثار الرقابة للرحمن الذي لاتخفى عليه خافية، وهل أنت يا عبد الله بمعزل عن علم الله مهما كانت الحجب، وأيا كان الستار؟ كلا، فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وهو الذي يعلم السر وأخفى ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير [الملك:14].
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا
تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب
وليعلم أن مستحل الزنا في الإسلام كافر خارج من الدين، والواقع فيه من غير استحلال فاسق أثيم، فينبغي الحذر من كلام فيه إستحلال لهذه الجريمة قال اله تعالى: قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون [المؤمنون:1-7].
مواضيع ذات صلة
عذرأ لا يوجد موضوع مشابه
وليعلم أن مستحل الزنا في الإسلام كافر خارج من الدين، والواقع فيه من غير استحلال فاسق أثيم، فينبغي الحذر من كلام فيه إستحلال لهذه الجريمة قال اله تعالى: قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون [المؤمنون:1-7].
مواضيع ذات صلة
عذرأ لا يوجد موضوع مشابه